الرئيس التنفيذي لـ«تريندز»: الذكاء الاصطناعي يضع تحديات حقوقية كبيرة أمام الإعلام
الرئيس التنفيذي لـ«تريندز»: الذكاء الاصطناعي يضع تحديات حقوقية كبيرة أمام الإعلام
أكد الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، الدكتور محمد العلي، ضرورة تقديم رؤية استراتيجية ودعوة عاجلة للمؤسسات الإعلامية للتعامل مع التحديات الحقوقية الناتجة عن تقنيات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال.
وأضاف العلي، في تصريحات له، على هامش مشاركته في الكونغرس العالمي للإعلام، أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة لتطوير صناعة الإعلام، بل هو فرصة كبيرة تفتح أمام الإعلاميين آفاقاً جديدة، لكنه في ذات الوقت يحمل في طياته تهديدات جادة تتعلق بالحقوق الإنسانية.
وقال العلي: "نعيش في زمن الذكاء الاصطناعي، وهو ثورة حقيقية في مجالات الإعلام والتواصل. ومع هذه الثورة، تظهر قضايا حقوقية تستدعي اهتماماً خاصاً، مثل الخصوصية وحرية التعبير والحق في المعلومة. فهذه التقنيات يمكن أن تسهم في تزييف الحقائق وتشويه المعلومات، الأمر الذي يهدد نزاهة الإعلام وأمن المجتمعات".
وأضاف قائلاً: "في الوقت الذي نعترف فيه بأن هذه التقنيات قد تكون مفيدة في تحسين جودة المحتوى الإعلامي، يجب أن نكون حذرين في استخدامها بما يضمن حماية الحقوق والالتزام بالمعايير الأخلاقية".
حماية حقوق الأطفال
وأشار العلي إلى أهمية دور الإعلام في حماية حقوق الأطفال من المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، خاصة في عصر السوشيال ميديا، الذي أصبح فيه الطفل قادراً على التفاعل مع تقنيات قد تسهم في تشكيل عادات سلبية أو الانحراف عن السلوكيات السليمة.
وقال العلي: "يجب أن نبدأ من مرحلة مبكرة في تهيئة الجيل القادم لهذه التحديات، بتوفير توعية ومهارات تساعدهم على استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة آمنة ومسؤولة".
وأشار إلى التعاون الوثيق بين مركز تريندز والمؤسسات الإعلامية في الإمارات وغيرها، مع طرح دراسات استراتيجية حول استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام، وكيفية تعزيز الوعي الحقوقي لدى المتعاملين مع هذه التقنيات.
وقال العلي: “نحن اليوم في الكونغرس العالمي للإعلام، نعرض نتائج هذه الدراسات التي تسلط الضوء على ضرورة تحقيق توازن بين الابتكار التقني وحماية الحقوق الإنسانية، وهذا يشمل كلاً من الخصوصية والحق في الوصول للمعلومة، وهو ما يتطلب وجود ضوابط قانونية وأخلاقية صارمة”.
وحول الدراسات التي أعدها المركز، أكد العلي أن الدراسة الخاصة بأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام قد قدمت رؤى شاملة حول كيفية الاستفادة من هذه التقنيات مع الحفاظ على حقوق الإنسان.
سرعة إنتاج الأخبار
وأضاف قائلاً: "إن تقنيات الذكاء الاصطناعي قد أثرت بشكل جذري في المحتوى الإعلامي، وعززت سرعة إنتاج الأخبار، لكنها أيضاً تسحب البساط من تحت الصحافة التقليدية، ما يتطلب من المؤسسات الإعلامية العمل على الاستجابة لهذه التغيرات بشكل احترافي وحقوقي، ووضع سياسات واضحة لتفادي المخاطر الناتجة عنها".
وأشار العلي إلى أنه وفي سياق مشاركة تريندز في الكونغرس، فقد تم تدعيم الجناح المعرفي للمركز من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي في مكتبة معرفية ذكية، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات مع قنوات إخبارية ومنصات إعلامية، بما يعزز من الوعي الإعلامي حول هذه القضايا.
وأضاف قائلاً: "نحن نعمل على توسيع التعاون مع المؤسسات الإعلامية لضمان أن هذه التقنيات ليست مجرد أدوات تجارية، بل وسائل تعليمية يمكن أن تسهم في تعزيز الثقافة والوعي الحقوقي لدى الأفراد".
أهمية توعية الشباب
أكد العلي أهمية توعية الشباب في العصر الرقمي، خاصة في ما يتعلق باستخدام الروبوتات والتفاعل مع التكنولوجيا الحديثة، مشيراً إلى أن هذا التفاعل يمكن أن يُسهم في نشر القيم الإنسانية إذا ما تم استخدامه بشكل مسؤول وأخلاقي.
وأضاف: "إن التحدي الأهم الذي نواجهه في عصر الذكاء الاصطناعي هو التوازن بين الابتكار وحماية الحقوق، ويجب أن يكون هناك إطار قانوني عالمي لحوكمة هذه التقنيات بما يضمن العدالة والنزاهة".
وذكر أن الكونغرس العالمي للإعلام، في هذه الدورة، أتاح فرصة مهمة لمناقشة التحديات الحقوقية في الإعلام الرقمي، حيث أكد العلي أن الحفاظ على النزاهة والحقوق الإنسانية في ظل التقنيات الحديثة هو الهدف الأسمى الذي تسعى جميع المؤسسات الإعلامية لتحقيقه.
الكونغرس العالمي للإعلام 2024
انطلقت فعاليات النسخة الثالثة من الكونغرس العالمي للإعلام 2024، الثلاثاء، في مركز “أدنيك” أبوظبي واختتمت الفعاليات الخميس، بمشاركة قادة وخبراء ورواد قطاع الإعلام من حول العالم، الذين ناقشوا أحدث الاتجاهات والفرص التي يقدمها قطاع الإعلام على المستويات كافة.
وسلط الكونغرس العالمي للإعلام، الذي نظمته مجموعة أدنيك بشراكة مع وكالة أنباء الإمارات (وام)، الضوء على خريطة طريق صناعة محتوى إعلامي مبتكر وأهمية بناء اقتصاد إعلامي متنوع ومستدام، واستهدف تعزيز التعاون الدولي في قطاع الإعلام، وتبادل أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، وبناء شراكات إستراتيجية تسهم في تطويره، إضافة إلى تمكين الشباب من المشاركة الفاعلة في صناعة الإعلام، وتشجيعهم على الابتكار والإبداع.